سورة مريم - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (مريم)


        


{كهيعص} معناه: الله كافٍ لخلقه، هادٍ لعباده، يده فوق أيديهم، عالمٌ ببريَّته، صادقٌ في وعده.
{ذكر} هذا ذكر {رحمة ربك عبده زكريا} أَيْ: هذا القول الذي أنزلت عليك ذكر رحمة الله سبحانه عبده بإجابة دعائه لمَّا دعاه، وهو قوله: {إذ نادى ربه} دعا ربَّه {نداءاً خفياً} سرَّاً لم يطَّلعْ عليه غير الله.
{قال رب إني وهن} ضعف {العظم مني} أَيْ: عظمي {واشتعل الرأس شيباً} وكثر شيب رأسي جداً {ولم أكن بدعائك} بدعائي إيَّاك {ربي شقياً} أَيْ: كنت مستجاب الدَّعوة قد عوَّدتني الإِجابة.


{وإني خفت الموالي} الأقارب وبني العمِّ والعصبة {من ورائي} من بعدي ألاَّ يحسنوا الخلافة لي في دينك {وكانت امرأتي} فيما مضى من الزَّمان {عاقراً} لم تلد {فهب لي من لدنك ولياً} ابناً صالحاً.
{يرثني ويرث من آل يعقوب} العلم والنُّبوَّة {واجعله ربِّ رَضِيّاً} مرضياً، فاستجاب الله تعالى دعاءه، وقال: {يا زكريا إنا نبشرك بغلام} ولدٍ ذكرٍ {اسمه يحيى} لأنَّه يحيا بالعلم والطَّاعة {لم نجعل له من قبل سمياً} لم يُسمَّ أحدٌ قبله بهذا الاسم، فأحبَّ زكريا أن يعلم من أيِّ جهةٍ يكون له الولد، ومثلُ امرأته لا تلد، ومثله لا يولد له فقال: {رب أَنّى يكون لي غلام} ولدٌ.
{وكانت امرأتي عاقراً وقد بلغتُ من الكبر عتياً} أَيْ: يُبوساً وانتهاءً في السِّنِّ.
{قال} جبريل عليه السَّلام: {كذلك} أَيْ: الأمر كما قيل لك. {قال ربك هو عليَّ هيَّنٌ} أردُّ عليك قوَّتك حتى تقوى على الجماع، وأفتق رحم امرأتك بالولد {وقد خلقتك من قبل} يعني: من قبل يحيى {ولم تك شيئاً}.
{قال رب اجعل لي آية} على حمل امرأتي {قال آيَتُكَ أن لا تكلم الناس ثلاث ليالٍ سوياً} أَيْ: تمنع الكلام وأنت سويٌّ صحيحٌ سليمٌ، فتعلم بذلك أنَّ الله قد وهب لك الولد.


{فخرج على قومه} وذلك أنَّهم كانوا ينتظرونه، فخرج عليهم ولم يقدر أن يتكلَّم {فأوحى إليهم} أشار إليهم {أن سبحوا} صلُّوا لله تعالى {بكرة وعشياً} فوهبنا له يحيى، وقلنا: {يا يحيى خذ الكتاب} التَّوراة {بقوة} أعطيتكها وقوَّيتك على حفظها والعمل بما فيها {وآتيناه الحكم صبياً} النُّبوَّة في صباه.
{وحناناً} وآتيناه حناناً: رحمةً {من لدنا وزكاةً} تطهيراً. وقوله: {جباراً} أيْ قتَّالاً مُتكبِّراً {عصياً} عاصياً لربِّه.
{وسلامٌ عليه} سلامةٌ له منَّا في الأحوال التي ذكرها، يريد أنَّ الله سبحانه سلَّمه في هذه الأحوال.
{واذكر} يا محمَّد {في الكتاب مريم إِذِ انتبذت} تنحَّت من أهلها {مكاناً شرقياً} من جانب الشَّرق، وذلك أنَّها أرادت الغسل من الحيض فاعتزلت في ناحيةٍ شرقيةٍ من الدَّار.
{فاتخذت من دونهم حجاباً} تتستَّر به عنهم {فأرسلنا إليهم روحنا} جبريل عليه السَّلام {فتمثَّل} فتصوَّر {لها بشراً} آدمياً {سويَّاً} تامَّ الخلق.
{قالت إني أعوذ بالرحمن منك} أيُّها البشر {إن كنت تقيّاً} مُؤمناً مُطيعاً فستنتهي عني بتعوُّذي بالله سبحانه منك.

1 | 2 | 3 | 4 | 5